mercredi 18 mai 2011

اللحظات الأخيرة من حياة العقيد العياري كما يرويها بصدق فلاح قريب من مكان المواجهة


من مصدر موثوق جدا وهو فلاح يسكن قريب من مكان المواجهة بين الجيش الوطني و المسلحين: قبل أن يتوجه العقيد العياري رحمه الله إلى مكان اختباء المسلحين قال أن السلاح الذي بحوزته مداه لا يتجاوز الخمس مئة متر في حين أن السلاح بحوزة المسلحين يمكن أن يكون مضادا للطائرات، في الأثناء كانت هناك طائرة تجوب سماء المنطقة و لكن العقيد لم يتمكن من التواصل معها لإرشادها إلى مكان تواجد المسلحين و لذلك قرر التوجه نحوهما مع جنوده ثم طلب ماء له و لمرافقه فجيء لهما بلبن طبيعي و ماء و فشربا اللبن و كان ذلك آخر ما شرب العقيد العياري في هذه الحياة الدنيا: كأس لبن من فلاح بسيط أحبه لما استنتجه من معاني الرجولة التي لا تخطئها فطرة الفلاحين البسطاء نعم لقد أحبوه من أول ساعة نزل فيها بينهم، توجه العقيد نحو مكان تواجد المسلحين و لم يكن من النوع الذي يتخلف عن جنوده بل كان في مقدمتهم ثم اندلعت مواجهة عنيفة جدا أصيب خلالها العقيد العياري على مستوى الجبين. نسأل الله سبحانه و تعالى أن يتقبل العقيد العياري شهيدا عنده بعد أن فاضت روحه في منطقة الروحية معقل الشهداء و المجاهدين الذين دفعوا حياتهم في سبيل الله و فداء لهذا الوطن الغالي و العزيز على أبنائه، و مهما حاول الأعداء و الجاهلون فإن الشعب التونسي لا يمكن أن تنال من وحدته دعوات الاقتتال و التناحر و الفتن، لقد أثبت التاريخ أننا و خاصة عند النوازل لن نكون مواطنين و قوات مسلحة إلا جيشا واحدا ضد الظلم و ضد الفساد ، كيف لا و هذا الشعب اخترع السلام و التظاهر السلمي و الإقناع بالحجة سبيلا لإحداث التغيير بعيدا عن العنف و آلامه و تبعاته القاسية على الجميع

1 commentaire: