samedi 13 août 2011

أرملة صالح بن يوسف تكشف لأوّل مرّة: بورقيبة هو المسؤول عن اغتياله وبشير زرق العيون هو الذي أعد العدّة"


في تصريحات صحفية تنشر لأول مرّة بجريدة الصريح كشفت السيدة صوفية بن يوسف أرملة الشهيد صالح بن يوسف، عن ملابسات اغتيال زوجها وقدمت رواية للأحداث كما يلي:

ماذا وقع يوم الاغتيال؟
كنا في بيستبادن، ذهب سي صالح للعلاج.... اتصل به هاتفيا «جماعة توانسة» قالوا له: «جئنا لك بأخبار من بنزرت»، هذا ما قاله لي: «جبنالك أخبار من بنزرت»... قال لهم : «أنا أسافر اليوم إلى كوناكري».... امتطينا سيارة أجرة (تاكسي) وذهبنا إلى فرانكفورت.... «سي صالح» لم يأخذني معه إلى المقابلة... وضعني في مقهى وطلب لي قهوة.. ومعي حقيبة السّفر.. بقيت جالسة لوحدي.. طالت المدة.. لا أعرف كم استغرقت واقترب موعد إقلاع الطائرة... فحملت الحقيبة وتوجهت إلى الفندق... قلت لهم في الفندق: «هناك توانسة جاؤوا إلى الفندق»... فقالوا لي: «لقد خرجوا»... فرجعت للمرة الثانية إلى المقهى وكان اعتقادي أن «سي صالح» ربما جاء بعدي، سألت أصحاب المقهى: «هل سأل عني احد؟»... فرجعت إلى الفندق... كان هناك شخصان ... واحد غاب ثم عاد .. قا لي: «لماذا لا تصعدي أنت إلى الغرفة»... في صالون الاستقبال كان هناك أشخاص يتحدثون بالعربية... اعتقدت أنهم «توانسة» فقلت لهم: «يا إخواني هل يصعد واحد من بينكم معي».. صعد معي واحد، فإذا به لبناني.. فوجدنا «سي صالح» غارقا في الدم في مقعده في غرفة.. رصاصة واحدة يبدو أنها خرجت من الأمام بعدما دخلت من الخلف... التقطتها وحملتها معي وقدمتها إلى البوليس الألماني... وجدته في شخرات الروح الأخيرة.. حملناه في سيارة إسعاف إلى مصحة وأجريت له عملية جراحية في محاولة لإنقاذ حياته. وحملوني إلى مركز الشرطة في نصف الليل... سألوني عن اللبناني، قلت لهم: «لا اعرفه» فأطلقوا سرحه، ثم جاءتني ألمانية، تتحدث باللغة الفرنسية، عانقتني وقبلتني، وقالت لي: «Soyez courageuse il est mort» (أي كوني شجاعة.. لقد توفي)... وبقيت هناك إلى أن جاءني مباشرة سي كمال بن رمضان وسي صالح بويصير الليبي وسي ابراهيم طوبال وسي حمادي بن خليفة... جاؤوا وقالوا لي: «أنت الآن سافري وسوف نهتم نحن بكل شيء»... قلت بهم: «أنا لن أتحرك من هنا إلا عندما يكون هو معي في الطائرة».. وبقينا ذهابا وايابا... بين الأبحاث إلى أن تمت كل الإجراءات وذهبنا في نفس الطائرة إلى مصر ... كان الاستقبال عظيما وتاريخيا ومشهودا... جزائريات وعراقيات ومصريون في المقدمة... وقد استقبلني في مطار القاهرة الأمير عبد الكريم الخطابي... كان لاجئا في مصر.. عندما جاء الملك محمد الخامس لم يذهب إليه.. وجاء إلي.. وقد أمضى جثمان «سي صالح» ليلة في الجامع إلى يوم الغد في الصباح.. وصلنا إلى القاهرة بعدما أمضينا حوالي أسبوع في فرانكفورت إلى أن انتهت الإجراءات ، وقد أمر الرئيس جمال عبد الناصر بدفنه في مقبرة الشهداء لأني اتصلت بتونس للعودة بالجثمان إلى أرض الوطني، لكن كان الجواب بمنع دخوله إلى تونس (!).

يقال أن بورقيبة أراد باغتيال صالح بن يوسف أن يلهي الشعب التونسي حتى ينسى حرب بنزرت بعد عشرين يوما من نهايتها.. فهل هذا صحيح؟
ـ نعم ... نعم... حتى يجعل بورقيبة الشعب ينسى الحرب.. وكان بورقيبة يعرف وقتها أن الجزائريين كلهم مع «سي صالح"

هل هناك تفاصيل أخرى لم تنشر إلى الآن عن جريمة اغتيال بن يوسف؟
عندما عينت محاميا ألمانيا قال أن القاتل مجهول.. ولكن ما سمعته الآن انه بمناسبة يوم 12 أوت سيقع إظهار الحقائق.

أنت من تتهمين مباشرة أي الذين نفذوا الجريمة؟
ـ أسماؤهم، يا عزيزي، ظهرت في كتب لكني لا أحملها في رأسي.

المصادر والوثائق تضع البشير زرق العيون ابن خالة «سي صالح» في مقدمة قائمة ّهؤلاء، فما هو رأيك حسب المعطيات المتوفرة لديك؟
ـ هو كان من بعيد...لم يكن حاضرا معهم.. هو الذي اعدّ وجهز وأوصلهم .. لكنه بقي خارج التراب الألماني.... ولم يدخل معهم إلى فرانكفورت.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire