يتقدم عدد من نجوم الفن والثقافة على رأس قائمات انتخابية مستقلة أو ممثلة لأحزاب سياسية لانتخابات المجلس التاسيسي ومن بين هؤلاء نذكر مخرجة «خشخاش» و«حبيبة مسيكة» سلمى بكار على رأس قائمة القطب الديمقراطي بجهة بن عروس باعتبارها تمثل حزب حركة التجديد كما ترشحت صاحبة فضاء التياترو بتونس زينب فرحات على قائمة مستقلة تسمى «قائمة دستورنا» بتونس 2 وكان من المنتظر أن يترشح رؤوف بن يغلان على رأس قائمة مستقلة بأريانة لكنه عدل عن ذلك في آخر وقت.
وذكرت سلمى بكار أنها تخوض تجربة الانتخابات لأول مرة في حياتها سواء كناخبة أو كمترشحة ، وأضافت بأن الفنان ليس بمعزل عن الحياة السياسية في بلاده ولهذا انخرطت في حزب التجديد الذي ينادي حسب تقييمها بالقيم التي ينادي بها الفنانون وهو التطور والحداثة والديمقراطية.
رأس مالنا الرمزي نجوميتنا
أما زينب فرحات فقد ذكرت أن ترشحها كان بناء على طلب وإجماع من طرف كل الأطراف في قائمة «دستورنا» وقالت أن المرحلة القادمة ستكون مصيرية في تونس لهذا قبلت دخول هذه التجربة وهي القادمة من تاريخ نضالي وثقافة قانونية هامة ضمن المجتمع المدني وخاصة في صفوف جمعية النساء الديمقراطيات أو الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان. وأضافت زينب فرحات أن قائمة «دستورنا» تعبر عن أفكارها وتوجهاتها في مستويات عدة منها الدعوة لبرنامج ثقافي وطني والمناداة بالعلمانية والمساواة الكاملة وتعليق المديونية التونسية. وبين رؤوف بن يغلان أنه كان ينوي بالفعل الترشح على رأس قائمة ائتلافية مستقلة بأريانة لكنه عدل عن ذلك في آخر أجل لتقديم الترشحات بعد أن أفضت دراسته إلى عدم وجود ظروف مناسبة لأنه يرفض المشاركة لمجرد المشاركة ، ورفضا منه للصمت والتعاطي السلبي مع الأحداث ، ذكر بن يغلان أنه سيكون في المقابل حاضرا في بعض المبادرات مع قائمات مستقلة أو أحزاب لتنشيط الحملات الانتخابية والدعوة إلى انتخابات نزيهة وشفافة.
وفي سؤالنا عن الظروف التي حالت دون ترشحه قال بن يغلان إنها متعلقة بمسائل تمويل بالأساس وقد تراءى له أنه غير قادر على منافسة من أسماهم بالمتسلطين بالمال على السياسة برأس ماله الرمزي وهي نجوميته ، وبين في هذا الصدد أن الثورة التونسية لم يقم بها الأثرياء بل المحتاجون والجياع لكن للأسف اليوم المال هو الذي يعلو على صوت الشعب واليوم المليارات تصرف في الدعاية الإعلامية من طرف الأحزاب ليقولوا لنا إنهم يدافعون عن البطال أليس من الأحرى بهم القيام بمشاريع ومصانع لهذا المواطن التونسي الذي لا يجد عشاء ليلة أحيانا...
لمين النهدي و«الحزب اللطيف»
من جهة أخرى أفاد البعض من الفنانين ممن اتصلنا بهم حول الموضوع أن أحزابا سياسية طلبت ودهم لكنهم رفضوا ذلك على غرار المسرحي لمين النهدي الذي قال لنا مازحا أنه لن يغير حزبه أبدا وهو «حزب لطيف»، وحزب لطيف لمن لا يعرف المصطلح من القراء غير التونسيين هو احتفاء أو احتفال يقام في تونس بمناسبة (زواج ، شراء منزل، حفل ختان...) أما البعض الآخر من الفنانين فقد انتقدوا سياسية الأحزاب بعد 14 جانفي واعتبروها شبيهة بحزب التجمع المنحل الذي اعتمد سياسة الركوب على شعبية وجماهيرية البعض من المغنين والممثلين لتلميع صورته وخدمة أغراض القمعية وأكدوا على أن للفنان مهمة خاصة وخطاب رفيع يتطلب منه مسافة مع كل ما هو سياسي.
وتجدر الإشارة إلى أن خوض فنانين ونجوم لتجربة سياسية في العالم ليس سابقة في تونس بل سبقتها تجارب عديدة في العالم آخرها الانتخابات البرلمانية بمصر في حكم الرئيس السابق حسني مبارك (ديسمبر 2010) حيث تميزت بمشاركة ساخنة لبعض النجوم المصرية التي عرفت بمعارضتها لنظام حسني مبارك مثل عبد العزيز المخيوني وسميرة أحمد. ولم يكن خروج سميرة أحمد مرشحة حزب الوفد من لعبة السياسة هادئا بل كان بمثابة الزوبعة حيث أكدت تعرضها للعنف وتعرض سيارتها للتهشيم يوم الانتخابات من طرف «بلطجية».
أما خارج المنطقة العربية فإن عادة ترشح نجوم الفن لمناصب سياسية منتشرة بكثافة ولعل وصول «رونالد ريغن» إلى البيت الأبيض بالولايات وهو القادم من مجال التمثيل أكبر دليل على ذلك كي نقتصر على التجارب البادية أكثر للعيان.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire